تتعدّد المصطلحات الخاصة بريادة الأعمال والمشاريع الريادية على اختلافها، إذ باتت نموذجاً عن أهم أساليب تحقيق الأرباح، وبالتالي صارت تحتاج إلى مناهج واستراتيجيات مدروسة وشاملة تضمن نجاح المشروع وتحميه من مخاطر الفشل. تعتبر منهجية أجايل إحدى تلك المنهجيات الهامّة والأساسية، فما هي وعلامَ تعتمد؟
ما هي المنهجية الرشيقة (الأجايل)؟
تُعرف المنهجية الرشيقة – أجايل بأنها منهجية لإدارة المشاريع البرمجية وغير البرمجية. فهي ترتكز على بناء المنتج على مراحل متعددة، لا سيما أن الفترة الزمنية لكل مرحلة قصيرة، فلا بد أن ينتج عنها منتجاً حقيقياً متميزاً ومختلفاً عن سابقه. يصبح حينها باستطاعة الزبون التفاعل مع المنتج وتجربته بشكل فعلي، وهذا من شأنه أن يسهّل على صاحب المشروع قياس رضى الزبون.
علامَ ترتكز المنهجية الرشيقة (الأجايل)؟
من المتعارف عليه في الطرق التقليدية أن تصميم المنتج الذي يطلبه الزبون يستغرق وقتاً طويلاً عدا عن صعوبة التعديل عليه في حال رغب الزبون بذلك، خاصةً إذا كان المنتج برمجياً، وهذا ما يؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج بشكل كبير جداً.
ولكن المنهجية الرشيقة – الأجايل Agile ترتكز على خصائص أخرى تختلف كلياً عن تلك التي تعتمد عليها الطرق التقليدية، فمن خلالها يستطيع الزبون أن يرى كيف تُطبّق فكرته بشكل واضح وفعلي، وتجربة منتجه وتقييمه وإعطاء الملاحظات أو طلب تعديلات عليه. وبالتالي، يصبح من السهل تجاوز أيّ تعديلات جذرية مستقبلاً، ممّا يوفّر على صاحب المشروع الوقت والجهد والتكلفة، خاصة إذا كانت هذه الأمور في مرحلة مبكرة من العمل.
من خلال المنهجية الرشيقة – أجايل، ينتقل صاحب المشروع بخطى ثابتة إلى المرحلة الأخرى من مراحل المشروع برؤية واضحة لديه، ليضمن أن المنتج الأولي الذي انتقل إلى مرحلته التالية هو منتج فعّال وقابل للاستخدام والقياس والتطوير.
من الجدير بالذكر أنه يتم عادةً إشراك المستخدم للمنتج خلال فترة التصميم، فمن خلال التغذية الراجعة التي يزودها المستخدمين، يصبح لدى صاحب العمل خلفية حول مدى تأثير المنتج والقيمة المضافة التي يقدمها لجمهوره المستهدف من المستخدمين.
ما هي المبادئ التي تقودها المنهجية الرشيقة (الأجايل)؟
- نيل رضا العميل:
تحقيق الغاية الأهم وهي رضا العميل وذلك عبر تقديم منتج متميز ومتماثل مع متطلباته. وذلك يكون من خلال التعامل مع التغييرات التي يطلبها بكل ترحيب وحتى لو كانت في مراحل متقدمة من العمل. وكذلك الالتزام بموعد تسليم المنتج.
- التواصل الفعّال
تواصل المبرمجون مع بعضهم بشكل مستمر طول مدة المشروع. وأفضل الطرق لذلك هي المحادثات المباشرة بينهم (وجهاً لوجه)، حيث تعتبر المنهجية الرشيقة أجدى الطرق لنقل المعلومات فيما بينهم. وأيضًأ عمل المبرمجون في مكان واحد أو عن قرب بشكل يومي طوال مدة المشروع.
- التطوّر الدائم
الحفاظ دوماً على نسبة تطور وتقدم دائمة في مهارات ومعرفة الأفراد. ووضع أوج الاهتمام في الحصول على التميز والجودة في التصميم والتطوير التقني.
- المراقبة والتقييم
قيام فريق العمل بمراقبة وتقييم مراحل عملها، حرصاً على زيادة فعاليتها وضبط الأخطاء والعمل على تصحيحها، وتقليص الأعمال غير المهمة وغير الضرورية، التي لا تضيف أي أثر على المنتج.
- التنظيم الذاتي
تشجع المنهجية الرشيقة التنظيم الذاتي لفرق العمل، إذ أن للتنظيم الذاتي دور كبير في تقديم أفضل متطلبات وهيكيلة وتصميم، ومنح أفراد فريق العمل الثقة والتقدير التي من شأنها العمل على زيادة حماسهم وشغفهم، وكذلك تزويدهم ببيئة مناسبة للعمل لأجل الحصول على أفضل نتائج.
ما هي الطرق المتبعة في تطبيق المنهجية الرشيقة؟
تتنوع الطرق والمنهجيات في استخدام تطبيق المنهجية الرشيقة – أجايل. ولكن أكثرها انتشاراً واستخداماً هما طريقتي:
- طريقة سكرم ( Scrum) :
تعتبر منهجية سكرم أحد إطارات العمل وفقاً لمقاييس منهجية تطوير البرمجيات أجايل لإدارة تطوير المنتجات. ومن أهم ما يميز هذه المنهجية هي المرونة والشمولية، لكونها تعطي إمكانيات كبيرة لفريق العمل كي يعمل على إدارة نفسه بنفسه، وعلى استمرار التواصل فيما بينه. وعلى جانب آخر، فإنها تعترف أن العملاء يستطيعون تغيير متطلباتهم ورغباتهم، والتي غالبًا ما يطلق عليها بـ ” المتطلبات المُلّحة”، عدا عن التحديات غير المتوقعة التي لا يمكن معالجتها بسهولة أو بطريقة تنبؤية أو تخطيطية تقليدية، وهذا ما يعتبر المبدأ الأساسي لمنهجية سكرم. تُعتمد منهجية سكرام في تطوير المنتجات المعقدة. بحيث يقسم المنتج إلى العديد من الأقسام، ويتم العمل على كل قسم في فترة زمنية تكرارية ما بين الأسبوع إلى أربعة أسابيع.
- طريقة كانبان KANBAN:
وهي أيضاً من الطرق المستخدمة لتطوير المشاريع مثل السكرم. ولكن تختلف عنها ببعض المفاهيم، إذ أنّه في الكانبان لا توجد أدوار حقيقية، وإنّما يوجد مدير مشروع فقط، كما لا يوجد تحديد لمدة زمنية، وإنما تطوير مستمر وتسليم متدرج للمهام التي تم تطويرها، حيث تعتمد على عدد صغير من المهام المطلوب إنجازها.
تعرف أيضاّ بأنها طريقة لإدارة العمل المعرفي مع التركيز على الإنتاج المبرمج بطريقة لا تثقل كاهل أعضاء الفريق.