تعتبر المشاريع الريادية إحدى كبرى بوابات تحقيق النجاح والأرباح الهائلة فيما لو أُديرت بطريقة صحيحة واحترافية. فما هي مراحل المشروع الريادي وكيف تقودك نحو تحقيق الأرباح الطائلة؟ 

مراحل المشاريع الريادية:

يمر أي مشروع ريادي بثلاث مراحل على الرغم من اختلافها حسب نوع المشروع وطبيعته. فمن خلال الفهم الواضح لهذه المراحل، يصبح صاحب المشروع قادراً على السيطرة على سير المشروع ليحقّق الأهداف المرجوة منه. وتقسم هذه المراحل إلى:

  • الملائمة بين المشكلة والحل Problem-Solution Fit

تتمثل هذه المرحلة في الملائمة بين المنتج الذي تم تصميمه، والمشكلة الموجودة عند العميل. فيظهر في هذه المرحلة مدى استطاعة المنتج أن يلبّي حاجات زبائن لخلق الطلب عليه. بمعنى آخر، تتمثّل هذه المرحلة في امتلاك فكرة قوية توجد حلاً لمشكلة حقيقية لدى الزبائن أو العملاء. لذلك، على صاحب المشروع أن يتأكد تماماً من وجود ناس مهتمّة بالمنتج أو الخدمة أو البرنامج أو أي العمل الذي يقدّمه مهما اختلف. وفي حال اجتاز هذه المرحلة بنجاح، سيجد المشروع إقبالاً كبيراً حتماً كونه يقدم حلول خلّاقة ومبتكرة لمشاكل يواجهها العملاء.

  • الملاءمة بين المنتج والسوق Product-Market Fit

يكون هدف صاحب المشروع في هذه المرحلة البحث عن نموذج عمل مربح وقابل للتكرار والتوسع “Scalable and Profitable Growth”. وهنا، يجب أن يكون نموذج عمل المشروع جاهزاً وقابلاً للنمو؛ أي أن يعني جميع مخططات نموذج العمل قابلة للتوسع والتطوير.

فلو كان المشروع يعتمد على جذب العملاء من خلال الاستراتيجيات التسويقية الحديثة، يعتبر المشروع حينها قابلاً للنمو، أي بإمكانه التوسع والتطوّر بشكل مناسب. أما إذا كان المشروع يعتمد على جذب العملاء من خلال فريق المبيعات فقط، سيصعب على صاحب المشروع تطوير مشروعه كونه يحتاج إلى فريق عمل كبير جداً. وبالتالي نفقات تشغيلية أكبر.

  •  النمو Scale

عندما يصل المشروع الريادي لنموذج نمو قابل للتكرار، فإن المشروع يحتاج إلى مبالغ مالية أكبر. وهنا يصبح التركيز على تسخير رأس مال أكبر للمشروع، لكي يتمكن صاحب المشروع من تطويره وتوسيعه بشكل أكبر مستقبلاً. 

في هذه المرحلة، كلما قام صاحب المشروع بتسخير رأس مال أكبر، كلما توفرت لديه الفرص أكثر ليكبر مشروعه بشكل أكبر ومضاعف.

 

خرافة ريادة الأعمال

شبّه الكاتب مايكل لي غيربر Michael E. Gerber في كتابه (خرافة ريادة الأعمال) مراحل تطور الشركة بمراحل نمو وتطور الإنسان، فالمشروع الذي يكون في مراحله الأولى يُشبه مرحلة الطفولة، إذ يرى تصوراً وردياً عن سوق العمل، ويتعامل مع المحيط من خلال تصوراته الخاصة عن نفسه فقط، فيعتقد أنه مميزٌ ويستحق النجاح. 

أما المرحلة الثانية للمشروع فهي تشبه مرحلة المراهقة، فيكون بتصور صاحب المشروع أنه الشخص الخارق الذي يستطيع أن يمارس الأدوار جميعها. بل ويتوقع من فريق العمل أن يلبي حاجات المشروع في أي وقتٍ وفي أي ظرف دون مراعاة قدراتهم وحالتهم، مما يسبب حالة الاحتراق الوظيفي واليأس وانتكاس المشروع. 

أما في المرحلة الثالثة للمشروع والتي شبهها الكاتب بمرحلة النضج؛ فهي المرحلة الأهم، والتي تتميز بوجود نظرةٍ واعيةٍ وتفصيليةٍ عن طبيعة النشاط التجاري للمشروع وكيف سيغدو، وكيف سيخطو جميع الخطوات اللازمة ليصل الى الصورة التي يريدها رائد الأعمال.

وتجدر الاشارة أن النضج ليس نتيجة حتمية، مما يعني أنه قد تبقى بعض المشاريع في حالة الطفولة أو المراهقة إلى أن تتوقف عن العمل. وعلى النقيض، قد لا تمر بعض الشركات بمرحلتي الطفولة والمراهقة. وقد تنشأ ناضجة واعية، وهذا تماماً ما حصل مع بعض الشركات الكبرى مثل ماكدونالدز.

المصادر :