تتعدّد أساليب تطوير الأعمال بناءً على معطيات الشركة وأهدافها وإمكانياتها، لينقسم نموّها بشكل أساسي إلى نوعين شائعين هما النمو الداخلي والنمو الخارجي. تعرّفوا معنا على أهم الاختلافات ما بينهما لتختاروا نوع النمو الذي يناسب مرحلة الشركة وقدرتها على التطوير.
ما هو النمو الداخلي Internal Growth
يعرف النمو الداخلي أيضاً باسم النمو العضوي Organic Growth، وهو النمو الذي يعتمد بشكل أساسي على إمكانيات وعناصر الشركة الداخلية لدفع عملية التطوير. إذ تعتمد الشركة خلاله على جميع مواردها الداخلية المتاحة، من مهارات وخبرات فريق العمل والإدارة، وصولاً إلى الكفاءات الإنتاجية وطبيعة الأداء.
ما هو النمو الخارجي External Growth
يعتمد النمو الخارجي، وهو ما يعرف أيضاً باسم النمو غير العضوي، على الموارد والإمكانيات الخارجية بدلاً من مواد الشركة الداخلية. ويعتبر النمو الخارجي واحداً من أسرع أساليب نمو الأعمال وتوسيعها.
أنواع وأساليب تحقيق النمو الخارجي
يمكن للنمو الخارجي أن يقسم إلى نوعين شهيرين أساسيين هما: الاستحواذ والاندماج، والتحالفات الاستراتيجية. ويعتبر الفرق الرئيسي بينهما هو تغيير ملكية الشركة أو العمل.
١– الاستحواذ والاندماج M&A
تشير عمليات الاستحواذ والاندماج إلى المعاملات بين كيانات الأعمال التي تنطوي على تبادل ملكية الشركة بشكل كامل. إذ يمثّل الاندماج المعاملة المالية التي تتّحد فيها شركتان لتصبحا شركة واحدة جديدة، وذلك بموافقة مجلس إدارة الشركتين الأصليتين. في هذه الحالة، قد تنشأ شركة جديدة كلياً تحت اسم علامة تجارية جديدة أيضاً، أو قد تصبح إحدى الشركتين جزءاً من الشركة الأخرى.
في المقابل، تمثّل عملية الاستحواذ المعاملة المالية التي تقوم فيها الشركة المستحوِذة بشراء حصة كبيرة من الشركة المستهدفة. ويمكن أن يتم ذلك بموافقة الشركة المستهدفة (الاستحواذ الودّي)، أو بدون موافقتها (الاستحواذ العدائي).
عموماً، تمثّل عملية الاندماج والاستحواذ للشركات فرصةً كبيرة للنمو وتوسيع الأعمال أو الحصول على مبالغ مالية كبيرة.
٢– التحالفات الاستراتيجية
على عكس الاندماج والاستحواذ، لا تنطوي التحالفات الاستراتيجية على تبادل ملكية الشركات المشاركة. بدلاً من ذلك، تجمع الشركات بين أصولها ومواردها لفترة زمنية معينة يتفق عليها، لتحقيق أهداف مشتركة مع الحفاظ على استقلالية الشركات.
ما هو الفرق بين النمو الداخلي والنمو الخارجي
تختلف عمليات التطوير المعتمدة على النمو بشكل كبير، لذلك يتوجّب على روّاد الأعمال تحديد نوع النمو الصحيح بناءً على الأهداف والإمكانيات الواردة. تتمثّل أهم اختلافات النمو الداخلي والخارجي في:
١– الموارد المعتمدة للنمو
يعتمد النمو الداخلي العضوي على كافة الموارد الداخلية المتاحة لتحقيق نمو عملي في إحدى القطاعات أو في عدد منها. بينما يعتمد النمو الخارجي غير العضوي على المصادر الخارجية مثل اتفاقيات الاندماج والتحالفات مع الشركات الأخرى.
٢– المدة المطلوبة لتحقيق النمو
يتطلّب النمو الداخلي مدّة أطول لتحقيق النتائج بناءً على الأهداف، وهو عملية أكثر استدامة من عمليات التطوير المستمر. على العكس، فإن النمو الخارجي يعتبر واحداً من أسرع أنواع النمو ذات العائدات السريعة.
٣– نموذج العمل
يعتمد النمو الداخلي على جهود كبيرة لتطوير نموذج العمل المستخدم وإيجاد قيم جديدة تحسّن من أداء نموذج العمل الحالي. فيما يعتمد النمو الخارجي على إيجاد فرص متاحة لاعتماد نموذج عمل جديد ومطوَّر.
٤– الملكية
لا تتأثّر ملكية الشركة عند تطبيق استراتيجيات النمو الداخلي، وحتى إن كان النمو يعتمد على تغيير يطرأ على هيكلية الإدارة، فإن كلّ ذلك يتم بموافقة المجلس أو الشركة ككلّ. على الجانب الآخر، يمكن لتطبيق استراتيجيات النمو الخارجي أن تحدث تغييراً كاملاً في ملكية الشركة، كما في حالات الاستحواذ.
كيف تختارون استراتيجية النمو الأنسب لعملكم
بعد استعراض مفاهيم النمو الداخلي والخارجي وأهم الفروقات بينهما، يجدر ذكر أن الشركات الناجحة وذات القدرات الكبيرة تطبّق نوعي النمو بشكل متوازٍ ومدروس لتحقيق أفضل النتائج الفعّالة. لكن في بعض الحالات، لا يكون متاحاً تطبيق إحدى الاستراتيجين، ويكون واجباً على رائد الأعمال اختيار نوعٍ واحد فقط. تتمثّل هذه الحالات في:
حالات يتوجّب فيها تطبيق النمو الداخلي فقط
في بعض الحالات، يكون الاستثمار الداخلي هو المصدر الوحيد المتاح للنمو، لعدم وجود أماكن مناسبة متوافرة في السوق لتطبيق عمليات النمو الخارجي. يمكن أن يحدث ذلك لعدّة أسباب:
- المنتجات المستحدثة الإضافية جديدة كلّياً وإنتاجها يتطلب طاقات ومهارات غير موجودة في السوق.
- يعتمد إنتاج المنتجات على تقنيات إنتاج جديدة غير متوفّرة في السوق.
- يكون نطاق إنتاج الشركة حصرياً ومحتكراً.
- تكاليف تطبيق النمو الخارجي مرتفعة للغاية أو أسعار الشركات المستهدفة أكبر من قدرة الشركة.
حالات يتوجّب فيها تطبيق النمو الخارجي فقط
يمكن أن تنشأ الظروف التي يكون فيها النمو الخارجي هو المصدر الوحيد للنمو المتاح حين تكون الشركة المستهدفة تحتكر الموارد المطلوبة. إذ يمكن أنّها تمتلك الحقوق الحصرية أو العلامات التجارية أو براءات الاختراع أو التراخيص أو المواد الخام أو الموظفين أو موقع معين لا يمكن الاستفادة منها سوى باستراتيجيات النمو الخارجي كالاندماج والاستحواذ أو التحالفات. إضافةً إلى ذلك، هناك عدّة عوامل تحتّم تطبيق النمو الخارجي وتمنع النمو الداخلي، مثل:
- وجوب وضرورة استخدام القدرات الإضافية بشكل فوري.
- وجوب استبعاد منافس آخر كلّياً.
- وجوب نقل المعرفة والخبرة الفنية بسرعة لأن اكتسابها داخلياً سيستغرق وقتاً طويلاً.