في العصر الذي تتصارع فيه كبرى الشركات على اكتساب وجود سوقي جيّد لنشر علامتها التجارية وبالتالي أرباح طائلة ومستدامة، بات التسويق بالعمولة واحداً من الحلول المتزايدة التي انتشرت بكثرة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. فما هو التسويق بالعمولة؟ وهل تحتاج مسوّقين لزيادة أرباحك أو تفضّل أن تعمل كمسوّق ماهر لكسب المال؟
ما هو التسويق بالعمولة؟
يعتبر التسويق بالعمولة واحداً من أشكال نماذج الإعلانات؛ إذ تعتمد الشركات فيه على أطراف نشر خارجية بهدف خلق حركة مرور على الموقع وجذب المزيد من العملاء المحتملين لخدمات ومنتجات الشركة. غالباً ما يتلقّى الناشرون، أي المسوّقون، عمولة محدّدة مقابل كل عملية بيع يقومون بها، وفي أحيانٍ أخرى أقل شيوعاً من الممكن أن يتلقوا العمولة مقابل كل انطباع Impression أو عدد مرّات الضغط على الإعلان Clicks التي يحرزونها للشركة، بحسب الاتفاق والحاجة. ويعتبر الناشرون من الأطراف الخارجية تابعين للشركة الأصلية، تحفّزهم العمولات التي يتلقونها إزاء عمليات البيع على إيجاد وسائل وطرق متعددة للترويج للشركة أكثر فأكثر.
من هو المسوّق بالعمولة وما هي مهامه؟
يمكن للشركات التي تعتمد في عملها على التجارة الإلكترونية خصوصاً أن توظّف مسوّق أو مجموعة من المسوّقين بالعمولة لتولّي مهمّة الترويج وزيادة المبيعات. يمكن للمسوّق بالعمولة أن يكون مالكاً للعديد من المواقع الإلكترونية والصفحات والملفّات أو قوائم البريد الإلكتروني التسويقية، لتحقيق أعلى حد ممكن من التشبيك وجذب أكبر كم من العملاء.
تعتمد الوظيفة الأساسية لمسوّق العمولة على التواصل مع قاعدة الأشخاص المتواجدة في شبكته بمختلف الطرق، للترويج لمنتجات أو خدمات الشركة بهدف جذب العملاء وحضّهم على إتمام شرائها.
يمكن للمسوّقين أن يقوموا بذلك بطرق مختلفة ومتعدّدة، مثل اعتماد شعارات إعلانية (البانر)، أو إرسال رسائل نصية وإيميلات لشبكة علاقاتهم، أو إنشاء صفحات ومجموعات إلكترونية، أو حتّى نشر روابط المنتجات والخدمات على مواقعهم وصفحاتهم.
في حال توجّه أحد الأفراد المستهدفين من قبل المسوّق إلى صفحة المنتج، وأتمّ عملية الشراء بنجاح، يكسب المسوّق عمولةً مادّية تختلف نسبتها المئوية بحسب الاتفاق المسبّق مع الشركة.
ما هي أنواع التسويق بالعمولة؟
ينقسم التسويق بالعمولة بشكل أساسي بحسب علاقة المسوّق مع المنتج أو الخدمة التي يسوّق لها إلى ثلاثة أنواع:
١– تسويق العمولة غير المرتبط بالخدمة أو المنتج (التسويق المنفصل)
يعتبر هذا النوع من التسويق نموذجاً من الإعلان الذي يكون فيه المسوّق غير مرتبط بالخدمة أو المنتج الذي يسوّق له. بمعنى آخر، لا يملك المسوّق خبرات أو مهارات مرتبطة بالخدمة، ولا يملك سلطة أو صلاحية تقديم تصريحات تخصّ استخدامها. وبما أنّها أكثر أنواع التسويق التي لا تحمل انخراط جدي للمسوّق، فإن المسوّق حينها يكون معفياً –بشكلٍ أو بآخر– من مسؤولية نصح العملاء بالمنتج.
غالباً ما يتمثّل هذا النوع في حملات PPC (الدفع مقابل النقر) عبر روابط العمولة.
٢– التسويق بالعمولة المرتبط بالمنتج أو الخدمة (التسويق المتصل)
يأتي هذا النوع كالحالة الوسطية ما بين انعدام الارتباط الكامل والانخراط الكامل، إذ لا يتعيّن على المسوّق استخدام المنتج أو الخدمة، ولكنّه يكون على ارتباط بسوق الخدمة أو المنتج، ويمتلك المهارات والخبرات والخلفية المعرفية عن اختصاص المنتج أو الخدمة. غالباً ما يكون المسوّق شخصية مؤثرة في المجال ذاته وقادر على جذب العملاء، وبالتالي يكون ذا سلطة تجعله مصدر ثقة. في الوقت عينه، لا يملك المسوّق في هذا النوع صلاحية تقديم أي تصريحات تخص استخدام المنتج أو الخدمة.
كمثال عن هذا النوع، يمكن لمسوّق للملابس ألّا يكون مستخدماً فعلياً للقطعة أو العلامة التجارية التي يسوّق لها، لكنه يمتلك منصّة على وسائل التواصل الاجتماعي أو قناة على اليوتيوب مختصّة بالحديث عن الملابس.
٣– التسويق بالعمولة المنخرط في الخدمة أو المنتج (التسويق المساهم)
يكون ارتباط المسوّق مع المنتج أو الخدمة التي يسوّق لها على درجة كبيرة. بمعنى أن المسوّق هو مستخدم فعلي سابق أو حالي للمنتج أو الخدمة، ويؤمن أن تجربته الإيجابية معهما تستحق المشاركة، فيعتمد على تجربته الخاصّة للتسويق، وبالتالي يكون مصدراً موثوقاً للجمهور.
كيف يتقاضى مسوّق العمولة أجره؟
على عكس الشائع، فإن عمل مسوّق العمولة لا يقتصر فقط على بيع الخدمة أو المنتج، وإنّما تختلف مهمّة المسوّق بناءً على اختلاف البرنامج التسويقي الذي يشارك فيه. أشهر أنواع العمولات هي:
الدفع مقابل البيع
النموذج الشائع التقليدي لتسويق العمولة، وفيه يدفع البائع للمسوّق نسبة مئوية من قيمة من سعر مبيع المنتج أو القطعة بعد أن يكون المشتري قد أتمّ عملية الشراء عبر استراتيجيات المسوّق بالعمولة. وبشكل طبيعي، يتوجّب على المسوّق أن يبيع المنتج ليحصل على العمولة مقابل عملية البيع.
الدفع مقابل العميل
وهي عملية أكثر تعقيداً من سابقتها التقليدية، إذ يكون فيها التسويق بالعمولة معتمداً تحويل العملاء من محتملين إلى مستهدفين. يتعيّن على المسوّق حينها أن يقنع العميل بزيارة موقع البائع الإلكتروني وإتمام فعل معيّن، كالاشتراك بنشرة الأخبار أو ملء نموذج التواصل أو التسجيل في الموقع أو تحميل برنامج معيّن.
الدفع مقابل النقرة
كما هو معروف، فإن الهدف الأساسي للتسويق بالعمولة هو توليد حركة مرور للموقع الإلكتروني للشركة. تعتمد الشركات على مبادئ تحسين محركات البحث العضوية، لكن هذا الأمر ليس كافياً في كثير من الأحيان نتيجة المنافسة الكبيرة في هذا القطاع. لذلك، يعتمد العديد من المسوّقين على طريقة الدفع مقابل النقرة PPC. الغرض الأساسي لهذه العملية هي تحويل العملاء من منصّة المسوّق إلى الموقع الإلكتروني للبائع عن طريق الروابط التسويقية، ويتلقى المسوّق الدفع مقابل زيادة حركة مرور الموقع الإلكتروني.
الدفع مقابل التحميل
تشبه هذه الطريقة الطرق السابقة، إذ يتلقى المسوّق أجره مقابل تحويل العملاء إلى موقع البائع الإلكتروني بالإضافة إلى تحميلهم برنامج معيّن وتنصيبه على أجهزتهم.
للمزيد:
توسيع العلامة التجارية.. مفهوم واستراتيجيات تفيد عملك وتضاعف أرباحك