في عالمٍ متسارعِ النمو شاعت فيه الأفكار الريادية والشركات الصغيرة والناشئة القائمة على أشخاص كرسوا حياتهم وجازفوا بها من أجل تحقيق شغفهم وإبداعاتهم، تراودنا الكثير من الأسئلة حول ريادة الأعمال ورحلتها الشيّقة. فما هي ريادة الأعمال ومتى كان أول أول ظهور لها؟ وما هي الصفات التي يجب أن يتمتع بها الفرد لكي ينال لقب رائد الأعمال الناجح؟
التاريخ والنشأة
تتمثّل ريادة الأعمال -بمعناها البسيط- في إنشاء المشاريع التجارية وتوسيع نطاقها واستغلال الموارد المتاحة أفضل استغلال لتحقيق الأرباح. يتغيّر تعريف ريادة الأعمال عموماً، فكلّ خبير أو رائد يُعرّف الريادة من منظوره الخاص وطبيعة مجاله، إذ يعود أول تعريف لريادة الأعمال إلى منظور اقتصادي بحت، حتّى أصبح كل مجال ريادي يحمل تعريفه الخاص بالريادة.
ترجع بداية ظهور هذا المصطلح إلى أواخر القرن السابع عشر ميلادي، كما يُرجح بعض الخبراء أن المصطلح قد ظهر بالفعل في بدايات القرن الثامن عشر الميلادي، ويُنسب أول استخدام لهذا المصطلح إلى جاك دي بروسلونز (Jacques des Bruslons) حين نشر قاموسه “قاموس التجارة العالمية” عام 1723م. ويقول البعض أن صياغة مصطلح ريادة الأعمال تعود إلى أصل فرنسي، والتي كان يُطلق عليها حينها مسمّى “القرض الممنوح لرائد الأعمال”، إلى أن تطور المصطلح ليصبح ما هو عليه الآن.
ريادة الأعمال في العالم العربي
من المعروف أن ريادة الأعمال عُرفت في الأوساط الغربية مبكراً، على العكس تماماً من ظهورها الذي تأخر نسبياً في الأوساط العربية. ففي بداية الأمر، كان يطلق على ريادة الأعمال في العالم العربي مصطلح المبادأة، والعصامية، والاعتمار، إلى حين عقدت جمعية ريادة الأعمال مؤتمرها الأول عام 2009 م، والذي نتج عنه ترجمة المصطلح وبقي عليه إلى يومنا هذا.
صفات رائد الأعمال الناجح
ليلقب الفرد برائد أعمال، يجب عليه أن يتحلى ببعض الصفات التي تدفع به إلى الأمام لمواكبة تحديات العالم الريادي، لذا عليه أولاً أن يعيد توجيه أفكاره بالشكل الصحيح ليضمن دخولاً ناجحاً في هذا العالم.
الصفات التي يجب أن يتصف بها رواد الأعمال الناجحون:
- تفكير ابتكاري ومبدع.
يبحثون باستمرار عن طرق إبداعية مبتكرة لحل المشكلات والعقبات. فلا وجود للمشكلات والعقبات التي يمكن أن تعيقهم عن تحقيق أهدافهم.
- مبادرون باتخاذ إجراء باستمرار.
دائماً ما يميلون إلى المبادرة باتخاذ إجراءٍ معين نحو أية عاقبة يواجهونها أو حتى الانطلاق إلى العمل عندما يصادفون فكرة مبتكرة، فكلمة التسويف لا وجود لها في قاموسهم. وذلك ما قاله نولان بوشنيل (Nolan Bushnell): ” رائد الأعمال الحقيقي هو الفاعل، وليس الحالم.”
- لا يعتبرون قول “لا” جواباً.
يتسمون بالمثابرة في التغلب على العقبات التي تقف في طريقهم للنجاح. ودائماً ما يمتلكون مهارات الإقناع ولا يقبلون الرفض بسهولة، فيسعون إلى الإتيان بحلول مدروسة لذلك الرفض.
- الفشل خطوتهم للنجاح.
يعتقدون أن الفشل هو تمهيد لطريق النجاح، فهم ينظرون له على أنه درس يتعلمون منه. فعندما لا يسير شيء في مساره الصحيح، يعتبرونه شيئاً جيدًا في النهاية ويمضون قدمًا لتحقيق ما يصبون إليه.
- يرفضون عقلية الموظف.
يرفض الرواد أن يرتدوا عقلية أو شخصية الموظف العادي، فدائماً ما تتملكُهم رغبة قوية في أن يكونوا رؤساء أنفسهم لخوض اللا-عتيادي، على أن يعتمدون على بضعة نقود يكتسبونها من وظيفتهم الاعتيادية.
- يتصفون بالمرونة والرشاقة عن غيرهم.
كونهم رواد أعمال عليهم أن يتصفوا بالمرونة والرشاقة. مما يجعلهم ناجحين قادرين على التكيف مع التغيرات ومواكبة التطورات. فدائماً ما يسعون إلى التفتيش المستمر عن هذه التغيرات والتطورات وتكييفها مع مشاريعهم.
- الشغف والحب لما يقومون به.
من المعروف أن الدافع الرئيسي لدى الأشخاص الذين يتجهون إلى ريادة الأعمال هو حبهم وشغفهم واقتناعِهم بالفكرة التي يصبونَ إليها لتحقيق النجاح. فدائمًا ما يتملكهم كلاً من الشغف والإيمان فيما يسعون إليه.
- يتمتعون بمهارات الاتصال والتواصل الفعال.
لا تكد مهارة التواصل الجيد تخلو من أي عمل، فامتلاك الشخص لهذه المهارة يأخذ بيده لطريق النجاح ويفتح له العديد من الأبواب. والأمر ذاته لرواد الأعمال، فالتواصل الفعال هو المفتاح الرئيسي لمعرفة متطلبات طاقم العمل وتشكيل الشراكات وجذب العملاء. فإذا افتقر الشخص هذه المهارات، سيكون مصيره الفشل الذريع لا محالة.
- على جهوزية تامة للمنافسة.
يعتبرون المنافسة هي فرصتهم للتطور، فالمنافسة من وجهة نظرهم هي القوة الدافعة لإخراج أفضل ما لديهم، ليكونوا الأفضل فيما يقومون به.
ريادة الأعمال مع GrowDose
نساعدكم في GrowDose على تحويل أحلامكم من فكرة مميّزة إلى مشروع هائل، لنعيش النجاح المثمر معاً. اطّلعوا على خدمتنا الشاملة التي تتيح لكم إطلاق العنان لأفكاركم الريادية والبدء معنا الآن من الفكرة وصولاً إلى التنفيذ وتحقيق الأرباح.
