يمكن للمشاريع الناشئة أن تتحوّل إلى أضخم الشركات العالمية الناجحة حين تدار بالطريقة الصحيحة، كما حدث في غرفة مارك زاغيربرغ أو شركة غوغل، لكن يمكن لها أيضاً أن تتحوّل إلى فشل كبير وإهدار طائل للأموال بدءاً من سنتها الأولى.
سنتعرّف في هذا المقال على أهم أسباب فشل المشاريع الناشئة لتتفاداها في المرّة القادمة التي تحاول فيها إنشاء مشروعك الناشئ المميّز.
ما هي المشاريع الناشئة؟
يدلّ مصطلح “مشروع ناشئ” على الشركة التي تكون في المراحل الأولى من انطلاقها وعملها. ينشئ المشاريع الصغيرة واحد أو أكثر من روّاد المشاريع الراغبين بتطوير منتج أو خدمة معيّنة وطرحها في السوق لتحقيق العائدات والأهداف المرجوّة.
يمكن للمشاريع الناشئة أن تنجح نجاحاً باهراً وتتحول إلى أهم الشركات عالمياً، مثل ما حدث مع أوبر وفايسبوك ولينكد إن وغوغل، ويمكن أيضاً أن تفشل خلال فترة قصيرة دون أن تحقق أيّ من أهدافها ودون قدرة على الاستمرار.
ما هي أهم أسباب فشل المشاريع الناشئة؟
نادراً ما يعود فشل المشاريع الناشئة إلى سببٍ واحد فقط، وغالباً ما يكون مجموعة من الأسباب التي تراكمت لتصبح عوائق كبيرة أمام روّاد الأعمال، وقد تجبرهم في كثير من الأحيان على التخلّي عن مشاريعهم الناشئة بشكل كامل.
يمكن الحديث عن عدد من الأسباب الأساسية المشتركة التي تسبّب فشل المشاريع الناشئة، وهي:
10– الاحتراق الوظيفي وانعدام الشغف
قليلاً ما يتمكن روّاد الأعمال أصحاب المشاريع الناشئة من تحقيق توازن صحّي بين عملهم وحياتهم خارج العمل. بحسب النتائج التي خلص إليها موقع CBInsights، كان الاحتراق الوظيفي سبباً لفشل الأعمال في 5% من الأوقات.
يتعزّز الأمر نظراً للتفكير الشائع بين روّاد الأعمال، لا سيما في وادي سيليكون، على أنّ نجاح المشروع الناشئ يتطلّب احتراقاً وظيفياً حتمياً.
9– ضعف التناغم بين فريق العمل و/أو المستثمرين
يحتاج المشروع الناشئ إلى فريق عمل يحمل مختلف المهارات والخبرات اللازمة لإنجاح العمل. حين يفتقر الفريق إلى الأداء المطلوب، أو يكون غير متكامل في عمله، تصبح النتائج ضعيفة بشكل ملحوظ. تكمن المشكلة الكبرى عند وجود خلاف بين فريق العمل وصاحب المشروع الناشئ، أو بين المستثمرين الشركاء في تأسيس المشروع الناشئ فيما بينهم. فبناءً على آخر تقرير من CBInsights، تفشل 7% من المشاريع الناشئة بسبب ضعف التناغم.
8– خدمة أو منتج ضعيف
لا شكّ أن الخدمة أو المنتج المطروح هو عاملٌ أساسيٌ لأي مشروع ناشئ، وبالتالي فإن فشل المنتج في السوق يولّد ضعفاً كبيراً في العائدات وهدراً للأموال وحتى ضياع رأس المال، وتؤدي في نهاية المطاف إلى فشل المشاريع الناشئة بنسبة 8% من مجمل الأسباب. تعود أسباب ضعف المنتجات إلى كونها لا تلبّي حاجة معيّنة يحتاجها العملاء، أو لا ترقى لمستوى المنافسة في السوق، أو لا تنال التسويق الكافي والصحيح الذي تحتاجه.
7– توقيت سيء لطرح المنتج
تطرح بعض الشركات منتجاتها قبل جهوزيتها بشكل كامل، مما يولّد انطباعاً سيئاً لدى العملاء، ومحو ذلك الانطباع يكون صعباً جداً في معظم الأوقات.
على الجانب الآخر، هناك مقولة شائعة في عالم الأعمال: “أن تكون مبكّراً يعني أن تكون مخطئاً“. ففي عام 1999، أنشئت شركة تدعى LoudCloud، وكان الأولى في تقديم ما تقدّمه شركات مثل غوغل وأمازون اليوم: خدمات الحوسبة السحابية، لا سيما للشركات الناشئة والشركات الكبرى. رغم نجاح الفكرة الهائل اليوم، فشِلت الشركة حينها وغيّرت اسمها وعملها بعد ذلك، لأن العملاء لم يفهموا فكرة المشروع السابق لأوانه وكان عموم الناس يعرفون السحابية على أنّها الغيوم التي في السماء.
6– تسعير الخدمة أو المنتج
تعتبر قضية تسعير المنتج إحدى أهم المشاكل التي تواجه روّاد الأعمال في انطلاقتهم نحو مشروعهم الناشئ. إذ عليهم أن يختاروا سعراً عالياً بدرجة كافية لتغطية تكاليف الإنتاج، ومنخفضاً بدرجة كافية أيضاً ليلائم العملاء.
5– التحديات القانونية والقضائية
تنتج المشاريع الناشئة عن فكرة واحدة رائعة، ليواجه أصحابها معارك قضائية أو قانونية عند محاولتهم تطبيق تلك الفكرة على أرض الواقع.
تختلف المشاكل القانونية حسب طبيعة ظروف الشركة، لكن يمكن اعتبار أشهر أسبابها هي عدّم الاتفاق على هيكلية قانونية واضحة للملكية، أو اختيار اسم عليه علامة تجارية قانونياً، أو الضرائب، أو مشاكل في التراخيص والوثائق الرسمية.
4– نموذج عمل سيء
يعبّر مصطلح نموذج العمل عن خطّة الشركة لتحقيق الأرباح. يحدّد نموذج العمل بشكل دقيق المنتجات والخدمات المراد بيعها، والأسواق المستهدفة، والمصاريف المتوقعة. ويعتبر بناء نموذج العمل وتطويره المستمر ضرورياً جداً لجميع المشاريع، سواءً كانت ناشئة أو ضخمة، لما فيه من قدرة على فهم طبيعة العمل وكيفية استقطاب المستثمرين وزيادة الأرباح وتعديل الأخطاء.
حين يكون نموذج العمل ضعيفاً أو لا يتناسب بشكل واقعي مع التطبيقات العملية للمشروع، يُسبب خللاً واضحاً على سير المشروع سواءً من حيث العائدات أو فشل المنتج في تحقيق الأرباح أو حتى عدم استقطاب المستثمرين والعملاء بالشكل المطلوب.
3– الخروج من المنافسة
يعتبر التركيز على المنافسة سيفاً ذو حدّين، إذ يمكن للهوس الدائم بالمنافسة أن يعود على الأداء وعملية سير المشروع بشكل سيء. لكن في الوقت عينه، عدم إعطاء الأهمية المطلوبة لموضوع المنافسة يمكن أن يكون سبباً أساسياً لفشل المشاريع الناشئة في 20% من الأوقات.
واحدة من أشهر الأمثلة عن فشل المشاريع بسبب ضعف المنافسة هي موقع MySpace. قبل ظهور موقع فايسبوك، كانت منصّة MySpace أكبر منصّة تواصل اجتماعي في العالم مع أكثر من 75 مليون مستخدم شهرياً. بعد ظهور موقع فايسبوك ومنافسته الشرسة لمنصّة MySpace، فشل الموقع في البقاء ضمن المنافسة رغم كل المحاولات، وبيعت الشركة عام 2011 لشركة Time Inc مقابل 35 مليون دولار.
2– عدم وجود حاجة في السوق
واحدة من الأخطاء الهائلة التي يرتكبها روّاد الأعمال هي تطوير وطرح منتج لا يحتاجه أحد، وغير مقنع كفاية للشراء، ولا يحمل أي ميزة جديدة أو مختلفة عن الموجود. ففي عام 2006، طرحت شركة مايكروسوف جهاز Zune، وطرحت مجدداً Zune HD عام 2009، كمنافسة لشركة أبل على طرح جهاز iPod. أوقفت مايكروسوفت المشروع كاملاً بسبب فشله الذريع في تلبية حاجة السوق عام 2011، إذ لم يقدّم المنتج أي ميزة إضافية أو مختلفة عن iPod الذي فاقه بأشواط، حتى أن مايكروسوفت اضطرت لقضاء أكثر من 5 سنوات لتفهم أن العملاء لا يحتاجون إلى جهاز MP3 في هذا العصر الجديد مع وجود أجهزة مثل iPod.
يعتبر عدم وجود حاجة في السوق بحسب دراسة CBinsights سبباً أساسياً جداً لفشل المشاريع بنسبة 35%.
1– نفاد الأموال وفشل في جمع رأس مال جديد
احتل هذا السبب المرتبة الأولى في أسباب فشل المشاريع الناشئة بحسب غالبية الدراسات، أهمها CBinisghts. أكثر من 38% من المشاريع الناشئة في عام 2021 فشلت في الاستمرار نتيجة عدم قدرتها على تمويل مشاريعها. رغم أنّ عدم وجود التمويل الكافي للاستمرار هو السبب الأكثر شيوعاً لفشل المشاريع الناشئة، لكن السبب الحقيقي يمكن في الإجابة عن السؤال: لماذا فشلت المشاريع في تأمين الأموال؟ يعود الأمر واقعياً إلى أسباب عديدة، منها الإدارة السيئة، أو التسعير غير الدقيق، أو عدم إدارة الأموال بطريقة صائبة، أو تكاليف الإنتاج العالية، والعديد من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى نتيجة واحدة؛ نفاد الأموال مع عدم القدرة على تأمين مصادر تمويل بديلة.
المشاريع الناشئة وGrowDose
نرافقك في GrowDose في كل خطوة تحتاجها لتحوّل فكرة مشروعك الناشئ إلى حقيقة. بدءاً من التراخيص والهياكل القانونية، وصولاً إلى الظهور الإلكتروني والتسويق الهائل، لتصبح أفضل شركة ناشئة في سوق عملك.
اطّلع على قائمة خدماتنا ولا تترّد في التواصل معنا، لعلّه يكون الخطوة الأولى نحو تحويل حلمك إلى حقيقة.