ما هو النمو العضوي؟
يمثّل النمو العضوي Organic Growth العملية التي تعتمدها الشركات لزيادة توسّعها بناءً على قدراتها وإمكانياتها الداخلية بشكل أساسي.
فخلال اعتماد استراتيجية النمو العضوي، تستخدم الشركات جميع مواردها المتاحة، كالمهارات والخبرات والمعارف والعلاقات العامّة، دون لجوئها لمصادر خارجية، لتحقّق التطوير والنمو المطلوبين.
يلحظ النمو العضوي، نظراً لشموليته جميع أركان الشركة، زيادةً في إنتاجية الشركة ومخرجاتها، مع ارتفاع الكفاءات وسرعة تنفيذ العمليات، وبالتالي زيادة العائدات والأرباح.
ما هو الفرق بين النمو العضوي والنمو غير العضوي؟
يعتمد النمو غير العضوي، بعكس النمو العضوي، على المصادر الخارجية لتحقيق عملية التطوير والتنمية، مثل السعي لامتلاك موارد جديدة، أو استغلال الفرص الخارجية المتاحة أمام الشركة.
على سبيل المثال، يحقّق النمو غير العضوي عند تطبيق مبدأ الاستحواذ على شركات أو موارد أخرى، أو الشراكات التي تُعقَد بين الشركات لتنمية الأعمال.
على الجانب الآخر، يعتمد النمو العضوي كلياً على الموارد الداخلية التي تمتلكها الشركة مسبقاً دون اللجوء إلى مصادر خارجية.
الفرق الآخر بين نوعي النمو السابقين، والأبرز بين الاختلافات، هو أنّ اتّباع استراتيجيات النمو غير العضوي تحقّق قفزة آنية وفورية في عملية تطوير الشركات. فيما تتطلّب استراتيجيات النمو العضوي مدّة أطول وأهداف بعيدة المدى لتحقيق التطوير المنشود.
وبالمجمل، فإن النمو العضوي يعتبر أساساً لنمو وتطوير أعمال أي شركة في بداياتها، لتحقّق وجودها في مجال العمل، وتصبح بعدها قادرة على تطبيق استراتيجيات النمو غير العضوي كالاستحواذ أو عقد الشراكات.
متطلّبات واستراتيجيات تحقيق النمو العضوي
يتطلّب تحقيقه وجود الإدارات الجيّدة والكفاءات والمهارات اللازمة لتولّي مهمة التطوير، إضافةً إلى امتلاك الشركة قاعدة مقبولة من العملاء الحاليين لزيادة الوعي بالعلامة التجارية لديهم واكتساب المزيد من العملاء الجدد.
بعد التأكّد من تواجد العوامل الأساسية لتطبيقه، تبدأ رحلة البحث عن الاستراتيجة الأنسب لتحقيق أكبر قدر من التطوير اعتماداً على الموارد المتاحة.
إذ لا يعتمد النمو العضوي على استراتيجية واحدة فقط، كما لا يعتمد على معادلة سحرية واحدة تضمن تحقيق التطوير بشكل متماثل لدى جميع الشركات، نظراً للاختلاف الكبير بين شركة وأخرى من ناحية الموارد المتاحة والقابلة للإشراك في عملية النمو العضوي.
بشكل أساسي، هناك عدد من الاستراتيجيات البارزة التي يمكن اعتمادها لتحقيق النمو العضوي، أهمها:
- استراتيجية البحث لمعرفة الجمهور المستهدف والدراسة المعمّقة للعملاء الحاليين والمستهدفين والمحتملين لزيادة قاعدة العملاء.
- استراتيجية التركيز لتحديد سوق العمل المستهدف بدقّة ومعرفة التخصّص الملائم Niche.
- العمل على تطوير الوعي بالعلامة التجارية للشركة وتعزيز صورتها الفريدة.
- العمل على بناء قدرات فريق العمل لزيادة مهاراتهم وتحسين أدائهم بما يندرج تحت استراتيجية الخبرة.
- اعتماد مؤشرات الأداء الأساسية أثناء تخطيط وتطبيق العمليات المختلفة ضمن الشركة.
- استراتيجية التمايز لاكتساب ميزة تنافسية خاصة تميّز الشركة عن منافسيها.
أمثلة عالمية عن النمو العضوي
1- شركة كوكا-كولا:
بدأت شركة كوكا-كولا عملها عام 1886، إذ تعتبر واحدة من أقدم شركات تصنيع المشروبات حتى يومنا هذا. منذ نشأتها وحتى عام 1948، استحوذت على قرابة 60% من حصة السوق، إلى أن بدأت الشركات المنافسة بالظهور وانخفضت حصّة كوكا-كولا إلى 21%. قررت حينها تطبيق استراتيجية النمو غير العضوي، واستحوذت على شركة Minute Maid عام 1960. رغم تغيّر إدارة الشركة مراراً على مدى الأعوام، لكنّها قررّت بعد عملية الاستحواذ الأولى أنو توقف جميع مخططاتها القائمة على الاستحواذ، وتحوّل كافة خططها التطويرية اعتماداً على النمو الداخلي للشركة. وبالتالي، فإن شركة كوكا-كولا تعتمد على مبدأ النمو العضوي منذ عام 1960 وحتى يومنا هذا، أي قرابة 60 عاماً من العمل.
وحتى عام 2018، بلغ معدّل النمو لشركة كوكا-كولا عالمياً 5%، اعتمدت خلالها على مجموعة من الاستراتيجيات، مثل زيادة الوعي بالعلامة التجارية، وتخفيض كلفة الإنتاج، وطرح العروض على المنتجات، ودراسة المزيد من المناطق الجغرافية والعملاء المحتملين فيها…
2- شركة أبل Apple:
تعتبر شركة أبل واحدة من أولى وأضخم الشركات التي فضّلت اتباع استراتيجيات النمو العضوي على أساليب النمو على حساب الاستحواذ والاندماج.
إذ بلغ معدّل استحواذها على الشركات الأخرى استحواذاً واحداً خلال 25 سنة، فيما قامت شركة مايكروسوفت بأكثر من 45 عملية استحواذ، وكذلك غوغل بقرابة 40 عملية.
يعزى التطوّر الهائل الذي قابلته شركة أبل إلى اعتمادها على مبادئ الابتكار الداخلي بدلاً من الاستحواذ والاندماج الخارجي. إذ اعتمدت شركة أبل على استراتيجية التمايز Differentiation Strategy لتحقيق هذا النمو، أكسبتها ميزة تنافسية عالية عبر تميّز منتجاتها عن منتجات المنافسين وخلق صورة فريدة لها في السوق تمكّنها من زيادة أرباحها بشكل ملحوظ.
3- منصّة فايسبوك Facebook
لم تكن فايسبوك، التي تعرف اليوم باسم شركة ميتافيرس، بالضخامة الهائلة التي وصلت إليها اليوم عند انطلاقها عام 2004. إذ كانت منصة التواصل الاجتماعي الرائدة آنذاك هي منصّة MySpace.
اعتمدت فايسبوك حينها استراتيجية اختراق السوق كاستراتيجية أساسية في عملية نموها العضوي، إذ بدأ مارك زاكربرغ، مؤسس منصّة فايسبوك، باستهداف طلاب جامعة هارفارد فقط. وحين اكتسبت رواجاً لدى شريحته المستهدفة، بدأت بالانتقال إلى الجامعات الأخرى تدريجياً اعتماداً على مبادئ الاستهداف ذاتها. فيما بعد، طوّر زاكيربرغ آليات استهدافه تباعاً، ليتيح إمكانية استخدام فايسبوك لغير الطلاب، بناءً على مؤشرات الأداء لقياس توسّع الشريحة المستهدفة وتطبيق التعديلات بناءً على النتائج.
تحقيق النمو العضوي مع GrowDose
واحدة من أهم المبادئ التي نعتمدها في GrowDose لتطوير الأعمال بشكل دقيق هي النمو العضوي. إذ نعمل على تطبيق الدراسات المعمّقة لحالة الشركة كحالة فريدة، عبر دراسة عملائها الحاليين والمستهدفين، وووضعها الحالي والمستقبلي ضمن الأسواق، وإمكانيات تحديد المنتجات وتطويرها بما يتلاءم مع الحاجات.
وبناءً على دراساتنا الشاملة والمعمّقة لكافة أركان المشروع، نحدّد استراتيجياتنا المبتكرة التي تناسب المشروع على وجه الخصوص لتضمن عملية تطوير ناجحة ذات نتائج كبيرة.
تواصل معنا واطّلع على قائمة خدمات تطوير الأعمال لنساعدك على تطوير مشاريعك وأعمالك عبر أحدث وأقوى استراتيجيات النمو العضوي وغيرها.