نسمع كثيراً عن الصفقات الهائلة التي تميّزت باستراتيجيتها الرابحة والشهيرة في التاريخ. لكن في الوقت عينه، لا يخلو التاريخ من القرارات الفاشلة التي كانت لتُكسب مستثمريها شهرةً تاريخية وأرباح طائلة بشكل كبير

تعرّف معنا على أسوأ القرارات الاستثمارية التي ندم عليها المستثمرون بلا شكّ.

شركة ديكاعدم التوقيع مع فرقة بيتلز

قبيل أن تكسب فرقة بيتلز الموسيقية شهرتها الواسعة، وحين كانت في بداياتها عام 1962، دعت شركة ديكا ريكورد الفرقة إلى تجربة أداء بعد أن سمعهم مدير شركة ديكا مايك سميث يعزفون في محلٍّ صغير

قدّمت الفرقة خلال تجربة الأداء أكثر من 15 أغنية لمدة ساعة كاملة، وعادت أدراجها لتنتظر قرار مدير الشركة. كانت المفاجأة أنّ شركة ديكا اختارت تبنّي فرقة تريملوز بدلاً من فرقة بيتلز، ورفضت على إثر ذلك توقيع أي عقد فنّي مع الفرقة.

وقّعت فرقة بيتلز بعدها عقداً مع شركة صغيرة وغير معروفة حينها، تدعى EMI، لتصبح الفرقة واحدة من أشهر الفرق في التاريخ وأكثرها مبيعاً مع أكثر من 600 مليون ألبوم مباع حول العالم حتى عام 2014.

اكتسبت شركة EMI بسبب فرقة بيتلز شهرة واسعة جداً في مجال الموسيقا، لدرجة أنّها قررت توظيف شركة ديكا، التي رفضت التسجيل مع البيتلز، لتعمل لديها

موقع ايكسايتعدم شراء غوغل مقابل 750 ألف دولار فقط

في عام 1999، عرض مؤسسا غوغل بيع الشركة لموقع excite.com مقابل مليون دولار. استطاع حينها مستثمر ايكسايت الذي كان مكلّفاً بإدارة الصفقة تخفيض الصفقة من مليون إلى 750 ألف دولار فقط. لكن مدير شركة ايكسايت رفض حينها العرض وقرّر المضي قدماً وحده. نعرف ما حدث بعدها، إذ لا تخفى على أحد شهرة غوغل اليوم التي باتت تمتلك حصة سوقية تتجاوز تريليون دولار، فيما بيعت شركة ايكسايت مقابل 500 مليون دولار في عام 2014، وهو ما تكسبه غوغل في يوم واحد فقط

شركة بلوكباستررفض شراء نيتفليكس

كان المدير التنفيذي لشركة بلوكباستر سعيداً جداً بهيمنة شركته على سوق الأفلام، مع أكثر من 9 آلاف محل، وحصة سوقية بقيمة 3 مليون دولار، وعائدات تتجاوز 800 ألف دولار في السنة الواحدة.

فآنذاك، إذا أراد أحدهم مشاهدة فيلم، كان عليه شراء الفيلم على قرص DVD أو تسجيل VHS، وكانت بلوكباستر حينها أشهر سلسلة متاجر لبيع الأفلام.

في الوقت عينه، بدأت شركة نتفليكس كشركة بيع إلكتروني للأفلام، ترسل أقراص الـ DVD إلى مستخدميها عبر الإنترنت. ورغم أنّها كانت تطمح في خطتها طويلة الأمد لأن تتحوّل إلى شركة لعرض الأفلام على الإنترنت، لكنّ تواضع التكنولوجيا قبيل عام 2000 كانت تجعل الفكرة تبدو مستحيلة. ولذلك، انتاب القلق مؤسسي شركة نتفليكس نظراً لاستمرار خسارتهما لأموال الاستثمار، وقررّا بيع شركة نتفليكس لشركة بلوكباستر مقابل 50 مليون دولار. حاول مديرا شركة نتفليكس التواصل مع شركة بلوكباستر لشهور طويلة دون رد، وبعد أن اجتمعوا أخيراً، كان رئيس شركة بلوكباستر يسخر من أفكار فريق نتفليكس، ولم يقبل حتى بمناقشة العرض

بعد ذلك الموقف تباعاً، بدأت شركة بلوكباستر تواجه منافسة شرسة من شركات الأفلام المطوّرة، حتى أعلنت شركة بلوكباستر إفلاسها عام 2010 وأغلقت متاجرها واحداً تلو الآخر، في حيث بلغت عائدات نتفليكس السنوية عام 2020 أكثر من 25 مليار دولار

رونالد واينأبّل مقابل 800$

لم يمضِ اثنا عشر يوماً على امتلاك رونالد واين، أحد مؤسسي شركة أبّل، 10% من الحصّة السوقية للشركة الناشئة آنذاك، حتّى باعها مقابل 800$ فقط. كانت الصفقة جيّدة حينها نسبياً، لكنّه لو أبقى على حصّته حتى اليوم، كانت ثروته لتتجاوز 90 مليار دولار

يبرّر واين صفقته الغريبة بأنّه كان أربعينياً وقتها، في حين كان شركاؤه شباباً صغاراً يبتكرون معاً مشروعاً ناشئاً، ويعتقد ساخراً أنّه لو لم يقم بهذه الصفقة، لكان الآن أكثر المستثمرين اغتناءً لكن في القبر

نادي الزمالكرفض ضمّ محمد صلاح

على المستوى العربي، تعدّ قصّة نادي الزمالك مع لاعب ليفربول وهدّاف الدوري الإنكليزي محمد صلّاح إحدى أشهر قصص القرارات المثيرة للجدّل

كان محمد صلّاح لاعباً متألقاً في نادي (المقاولون العرب) ضمن الدوري المصري حين كان عمره 18 عاماً فقط. في عام 2011، حاول صلاح الانضمام إلى نادي الزمالك المصري، لكن رئيس النادي ممدوح عباس رفض ضمّ صلاح معتبره أنانياً ويحتاج الكثير من الجهد. انضم بعدها إلى نادي بازل السويسري مقابل 2 مليون جنيه استرليني، ثمّ إلى نادي تشيلسي وفيورنتينا وروما، وأخيراً إلى نادي ليفربول الإنكليزي، وتقدّر قيمته الشرائية اليوم أكثر من 80 مليون جنيه استرليني. فيما تبلغ القيمة السوقية لنادي الزمالك المصري اليوم 16 مليون جنيه استرليني فقط

لازلو هاينيتش – 10 آلاف بيتكوين مقابل بيتزا

قبل نحو 12 عام، أعلن شابّ من فلوريدا يدعى لازلو هاينيتش على موقع Bitcoin نيّته لشراء قطعتي بيتزا كبيرتين مقابل 10 آلاف بيتكوين. لم يلقَ عرضه أي اهتمام لمدّة طويلة، إلى أن قام شاب بعمر ١٩ عام بقبول عرضه الذي كان يساوي 41 دولار تقريباً حينها، وابتاع له بيتزا. وقد كان هاينيتش راضياً عن الصفقة لدرجة أنّه تصوّر مع قطع البيتزا ونشر الصورة على الموقع ذاته. لكن الأمور قد تغيّرت تماماً منذ ذاك الوقت، إذ لو احتفظ بعملته الرقمية لنفسه، لكانت ثروته تبلغ الآن أكثر من 20 مليون دولار.

للمزيد:
مراحل المشروع الريادي وخرافة ريادة الأعمال